الثلاثاء، 5 نوفمبر 2013

تاريخ وتطور صناعة النسيج


تاريخ وتطور .. صناعة النسيج

صناعة النسيج هي من أقدم الصناعات التي عرفها الإنسان وكغيرها من الصناعات القديمة عرفت تطوراً كبيراً منذ نشأتها نتيجة التقدم العلمي والتكنولوجي خاصة منذ عهد الثورة الصناعية في أوروبا والتي غيرت الكثير من أوجه الحياة في العالم. 



بالطبع احتياج الإنسان للملبس كاحتياجه للمأكل والمشرب والمسكن... ويعكس اختلاف النسيج اختلاف الحضارات والثقافات فلكل دولة طابعها المميز في الألوان والأنسجة المستخدمة في الملابس والمفروشات.

وعملية النسج هي عملية تكوين النسيج والذي يتشكل النسيج من تشابك مجموعتي الخيوط مع بعضها وفق زاوية قائمة عادة. وفي هذه العملية يتم ضم خيوط السدى مع اللحمة. والسدى هي خيوط نسيج الثوبِ الَّتي تُمَدُّ طولاً، وهو خلاف اللُّحْمَة التي تمتد عرضًا. ويتم نسج النسيج على النول، وهو آلة تضع خيوط السدى في وضعية محددة بحيث يمكن إدخال خيوط اللحمة خلالها.

عرف الإنسان صناعة النسيج منذ زمن بعيد حيث كان استخدام الإنسان الحرير والقطن لأول مرة منذ 5000 عام قبل الميلاد في الحضارات العريقة آنذاك في الهند ومصر والصين. وقد وجدت بعض الرسومات الفرعونية التي تصور فردين أو أكثر يستخدمون النول البدائي كما عثر على ألياف قديمة ترجع إلى العصر الفرعوني.

  

قدماء المصريون هم من أقدم الشعوب القديمة التي عرفت صناعة النسيج منذ 5000 عام قبل الميلاد وتوضح الرسومات الفرعونية القديمة استخدام قدماء المصرين لآلة تشبه النول.

وقد تغيرت الطرق التي استخدمت في النسج قديماً على مر التاريخ كما غيرت التكنولوجيا وتقدمها من معدلات الإنتاج لتصبح صناعة النسيج ليست فقط بهدف تلبية الاحتياجات المحلية بل ذهبت إلى أبعد من ذلك لتكون صناعة تصدير وتجارة رابحة.

منذ 114 عام في الصين كان هناك طريق يسمى (طريق الحرير) كانت تمر من خلاله البضائع وساهم كثيراً في نقل الحضارات وتداول الثقافات مما ساهم كثيراً في ظهور الحضارات العظيمة في العالم. في العصور الوسطى كانت الملابس البسيطة غير المتكلفة هي السمة الأساسية لعامة الناس بينما كان الملوك والأغنياء والصفوة يميلون إلى ارتداء الملابس ذات التفاصيل الكثيرة المصنوعة من خامات راقية مثل الحرير واللينين.

ويرجع الفضل للعصر الإسلامي في تزويد الأنوال التقليدية ببدلات يتم تحريكها بالقدم من أجل سرعة وسهولة العمل نسبيا. وقد انتشرت هذه الأنوال في دول مختلفة فى آسيا وأفريقيا مثل سوريا وإيران والشرق الإفريقي. ومنها انتقلت بعد ذلك من خلال الفتوحات الإسلامية إلى المغرب وأسبانيا ومنها إلى كافة أنحاء أوروبا.

في القرن الرابع عشر ظهر التقدم في صناعة الصبغات والخياطة على حد سواء مما أدى إلى تطور كبير في صناعة النسيج بشكل عام وظهور بيوت الأزياء وخطوط الموضة التي أصبحت ذات طابع عالمي واسع الانتشار. ومع هذا انتشرت الفجوة بين الأغنياء والعامة فأصبحت ملابس الصفوة أكثر تألقاً وازدهاراً تملؤها التفاصيل والإبداع بينما كان الفقراء آنذاك يزدادون فقرا في ثيابهم الرثة البليدة.

 
كان التطورالملحوظ في صناعة النسيج عند اختراع آلة البخار واتساع الثورة الصناعية في أنحاء أوروبا وقتها تغيرت طرق الإنتاج والتشغيل بشكل واسع وأصبحت المنسوجات تنتج بكميات كبيرة وألوان وأشكال واسعة يمكن أن يختار كل فرد ما يناسبه وبالأسعار التي يرتضيها. وقد كان الإنجليزي "إدموند كارترايت" (Edmund Cartwright) هو أول من ميكن صناعة النسيج في عام 1785 حيث طور نولاً يعمل بالبخار لنسج القطن وهو ما قاد لاحقاً إلى ابتكار أنوال أكثر كفاءة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أول نول يعمل بطاقة البخار وقد طوره الإنجليزى (إدموند كارترايت) (Edmund Cartwright) عام 1785.

 

إن النسيج هو بالأصل عبارة عن مواد خام تحولت بفعل التفاعلات والمعالجة إلى صورة يمكن تصنيعها بأشكال عدة. هذه المواد الخام ذات أصل نباتي مثل القطن والكتان أو حيواني مثل الفراء والجلود أو حتى معادن مستخرجة من الأرض مثل ألياف الزجاج وألياف المعادن والأسبستوس. هذه المواد الطبيعية طالما استخدمت في بداية معرفة الإنسان بالنسيج وصناعته. وكانت المنتجات الحيوانية مثل الصوف والحرير والباشمينا هي دائماً الأقرب إلى الإنسان.

أما في منتصف القرن العشرين عرف الإنسان النسيج الصناعي المخلق من مواد كيميائية والتي أعطت مصنعي النسيج فرصة كبيرة للتنوع وإنتاج منسوجات مميزة حسب القدرة على التخليق والتلاعب في المواد الكيميائية ونواتجها. ومن هنا عرف الإنسان مواد جديدة لم يكن ليرتديها من قبل أو حتى ليسمع عنها مثل البوليستر والنيلون والأكريلك والألياف اللدنة.

والبوليستر (polyesters) هو من أشهر الألياف الصناعية وأوسعها استخداماً في تطبيقات كثيرة وهو نوع من البوليمرات أو كما تعنى صيغته الكيميائية فهو ألياف متعددة من الإستر (وهو أحد صور المركبات العضوية). وتعتبر ألياف البولي إستر من الألياف الاصطناعية الأكثر شيوعا. تستخدم أقمشة البولي إستر في الثياب وأقمشة المفروشات مثل أغطية الأسرة، والملاءات، والستائر والأغطية. ويستخدم في التطبيقات الصناعية كما في دواليب السيارات، والسيور الناقلة، وأحزمة الأمان في جميع السيارات.

 
 

 تستخدم ألياف البولي إستر أيضا كمواد مالئة كما في الوسائد والحشوات والدثائر المريحة واللحف. تعرف أقمشة البولي إستر بأنها أقل راحة من مثيلاتها المصنوعة من الألياف الطبيعية مثل القطن، ولكنها تتميز عنها بعدة مزايا مثل مقاومة الاهتراء، ومقاومة التجعيد. وللاستفادة من خصائص كلا النوعين من الألياف، تم إنتاج غزول تحتوي على كلا النوعين (الألياف الطبيعية والمخلقة) بنسب مختلفة طبقا للمواصفات والتطبيقات المختلفة ولتتناسب مع كل الأذواق.

ولا يمكن صباغة ألياف البولي إستر بسهولة بسبب عدم انتفاخها وتفتحها وتحتاج عملية صباغتها إلى بعض المواد المساعدة على الانتفاخ وأحيانا الصباغة في درجات الحرارة المرتفعة للمساعدة على تحلل المادة الصابغة داخل مسام الألياف.

ومازالت التكنولوجيا والتقدم العلمي يخرجان علينا كل يوم بتقنيات وإعدادات جديدة في مجال صناعة النسيج ومنها إلى أيدى عشاق الموضة والأناقة ليطوروا ويبدعوا باستخدام أرقى الخامات وأزهى الألوان.. ومع أن الأناقة الخارجية مطلوبة فإنها لن تغني أبداً عن أناقة ورقي الجوهر.


تاريخ وتطور صناعة النسيج


0 239 23 يوليو , 2013 - 11:25 م سمية مجدي المصدر: ny fashion center

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق